نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 156
وغزا رجل من آل عطارد التميمي ثغر ( ماه ) فأمده عمار بكتيبة قادها هو بنفسه ، وكره التميمي مقدم عمار حرصا على الاستئثار بالغنيمة ، فقال له : ( يا أجدع أتريد أن تشاركنا بغنائمك ؟ ) فيضحك عمار - وهو الأمير - ويقول : ( خير أذني سببت ) وهي أذنه المقطوعة في اليمامة . وحين تم النصر أبى التميمي أن يشرك عمارا بالغنيمة ، ولكن عمر - وقد بلغه الأمر - أشركه إذ قضى ( أن الغنيمة لمن شهد الموقعة ) . وكان عمار على ترابيته هذه حازما نافذ الحكم ، مبسوط الهيبة ، مطاعا محبوبا لم يتعرض لشئ مما تعرض له غيره من ولاة الكوفة وحكامها ، وكان رشيدا ورعا تقيا يقف من الأحكام عند الحاجة ثم لا يزيد . حدث ابن سعد فقال : سئل عمار مرة عن مسألة فقال : ( هل كان هذا بعد ؟ ) فقيل له : لا . فقال : ( دعوها حتى يكون ، فإذا كان تجشمناها ) . إحساس بالمسؤولية الحكمية لا تجده في الواقع إلا عند الصديقين إنه يحسب للكلمة حسابا ثقيلا ، ويرى بها ما يراه في العمل من تعرض للخطأ ، فهو جدير أن يخفف من الإجابات ليكون أضمن للصواب ، ومن هنا كان لا يتجشم الجواب إلا إذا فرضته الحاجة . ولعل أبرز مظاهر ورعه أنه كان يعوض عن خطبة يوم الجمعة بقراءة سورة يس - راجع طبقات ابن سعد - متخرجا
156
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 156