نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 113
وانصرف يحصي مظاهر نشاط النبي خلال سنته الأخير لإقرار علي في مركز الخلافة فقد أوشك النبي أن يدعى ويجيب . قال المحدث : ورأى عمار هذه السنة من حياة النبي بالغة الجهد ، بالغة الحكمة ، يكاد يكون أهم أعمال النبي فيها ما يتصل بالخلافة ، إن لم يكن عمله قاصرا على ما يتصل بها ، وقد اتخذ نشاطه العظيم هذا مظاهر تختلف منحى ، وتتفق مغزى ، وتلزم المسلمين بعلي في كل حال إلزاما يكاد يكون الخروج منه فاضحا وأبرز هذه المظاهر عهده يوم الغدير وهو راجع من حجة الوداع ، واتجاهه إلى إشغال المسلمين بالغزو ، وتأميره أسامة بن زيد على مشيخة المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم ، ومحاولته تدوين عهده إلى علي بكتاب لا يضل المسلمون بعده ، كما قال وما أصدق وأخلص ما قال ، في خطة مقدرة مدبرة تجتمع لها هذه الأحداث عن تقدير وتدبير ، ولكل حدث من هذه الأحداث حكاية نكتفي منها بذكر مغزاها . قال المحدث : أما يوم الغدير فكان قمة أيام الإسلام في عهد النبي - كما رأيت في أول هذا الفصل - . وكانت نصوص النبي قبله نصوصا صريحة واضحة ولكنها كانت مرسلة يرسلها النبي إذا عرضت المناسبة ، فيلقيها على من اتفق حضوره من أهله وأصحابه ، ولم يكن في شئ من ذلك عمل رسمي ، ولا جهد مركز ، ولا قول شائع مما يأخذ بالمنصب ، ويدين به على وجه حاسم قاطع لا يمكن التأول به ، أو الفرار منه ، وربما
113
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 113