نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 101
يرونه - من بيته إلى بيوتهم ، ويتناقلوه مستأثرين به دون أهله . ولم يكن النبي يخشى على سلطة الإسلام من عدو وراء الجزيرة ، فقد تحصنت هذه السلطة بأسوار من أتباعها داخل الجزيرة فلا تقتحم . ثم لم يكن يخشى على سلطة الإسلام من أتباعها الممتدين في طول الجزيرة وعرضها من ملوك وسوقة ، فهؤلاء هم عدتها لكل فتح ، وجندها على كل عدو ، ولكنه كان يخشى على سلطة الإسلام من أحزاب عاصمته بالذات ، وممن يدل عليه وعلى سلطة الإسلام بالسبق أو الإيواء ، وممن دخلوا الإسلام والتحقوا بخاصته طامعين بالملك ، طامحين إلى الثروة ، كان يخشى على سلطة الإسلام هؤلاء ممن يلازمونه حاضرا ومسافرا ، ويلازمونه محاربا ومسالما ، ويلازمونه يقظان ونائما ، ثم لا يخشى عليها منهم إلا تنكرهم لمثلها العليا ، وإلا تسخيرهم أغراضها السماوية لأغراضهم الأرضية ، ولولا هذه الخشية للحق برفيقه الأعلى قرير عين مثلج صدر . قال المحدث : هذا مما رآه عمار مقلقا للنبي . يمد طرفه فيرى ميراثه وقد أصبح بعده فتنة تكاد تفسد رسالته التي بها بعث ، والتي من أجلها أوذي ، والتي في سبيلها لقي ما لقي من عنت وعناء وخطوب . قال : ولم يكن النبي يتأرق لأنه لم يجد الخليفة الراشد المتمم لرسالته على نحو ما أراد الله ، وإنما كان أرقه يطول لأنه
101
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 101