نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 47
وقال القاضي عياض : اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله أو إلى الله ، فليس بدنو مكان ولا قرب مدى ، بل كما ذكرنا عن جعفر بن محمد الصادق ليس بدنو حد ، وانما دنو النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من ربه وقربه منه ، أبانه عظيم منزلته وتشريف رتبته ، واشراق أنوار معرفته ومشاهدة أسرار غيبه وقدرته ، ومن الله تعالى مبرة وتأنيس وبسط وإكرام ( 1 ) . وفي رواية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " فسمع النداء يقول : ادن يا محمد فدنا ، فقطرت عليه من العرش قطرة ما أخطأت فمه ، فوقعت على لسانه فكانت أحلى من كل شئ ، فأراه الله بها علم الأولين والآخرين " ( 2 ) . ويشير اليه ما روي عن ابن عباس ضمن حديث طويل عن رسول الله قال ( صلى الله عليه وآله ) : " . . * ( ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) * قال : وسألني ربي فلم أستطع أن أجيبه فوضع يده بين كتفي بلا تكييف ولا تحديد فوجدت بردها بين ثديي فأورثني علم الأولين والآخرين وعلمني علوما شتى . . . وعلمني القرآن فكان جبرائيل ( عليه السلام ) يذكرني به " ( 3 ) . وتقدم الحديث الشريف " في قاب قوسين علمني الله القرآن وعلمني الله علم الأولين " ( 4 ) . فيتبين أن الوحي إلى النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) كان وحيا من قبل الله مباشرة ، ووحي الله لا يكون إلا لدنيا .
1 - تاريخ الخميس : 1 / 313 ، والشفا : 1 / 202 . 2 - تاريخ الخميس : 1 / 313 قصة المعراج . 3 - المواهب اللدنية : 2 / 381 - 382 بحث الاسراء والمعراج - الربع الأخير منه ، وسوف يأتي الحديث بتمامه ، ولوامع أنوار الكوكب الدري : 1 / 118 . 4 - لوامع أنوار الكوكب الدري : 1 / 117 - 118 .
47
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 47