نام کتاب : حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة وجمهور علماء المسلمين نویسنده : سعيد إسماعيل جلد : 1 صفحه : 11
اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه " لا يستطيع ( مجلس الشورى الوطني ) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة . . . " ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا - حسب العقيدة الجعفرية - فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر ، المهدى ، قد اختفى وهو في الخامسة - عل أرجح أقوال علماء الشيعة - ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن " تكون ولاية الأمر ، والأمة في غيبة الإمام المهدى - عجل الله تعالى فرجه - في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل . . . " . هذا ما يقوله علماء الشيعة ، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف . فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية ويرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة . ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد . بل ويتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم . 47 ويؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة ، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس . أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل الخلق - حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس . 48 أما فيما يخص علم الغيب فلو قرأ المسلم القرآن الكريم 49 لوجد العديد من الآيات التي تجعل هذا النوع من العلم من صفات الله التي تفرد بها ، فمثلا في سورة الأعراف آية ( 188 ) يقول الله تعالى مخاطبا نبيه : ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا