نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 73
وجه الدلالة فيه : أن المراد من الدين هنا الإيمان ، لأن طلب تثبيت القلب عليه يدل على أنه متعلق بالاعتقاد ، وليس هناك شئ آخر غير الإيمان من الاعتقاد يصلح لثبات القلب عليه بحيث يسمى دينا ، فتعين أن يكون هو الإيمان ، وحيث لم يطلب غيره في حصول الإيمان علم أن الإيمان يتعلق بالقلب لا بغيره . وكذا ما روي أن جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله فسأله عن الإيمان ؟ فقال : أن تؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر . ومعنى ذلك : أن تصدق بالله ورسله واليوم الآخر ، فلو كان فعل الجوارح أو غيره من الإيمان لذكره له ، حيث سأله الرسول صلى الله عليه وآله عما هو الإيمان المطلوب للشارع . وإن قيل : ظاهر الحديث فيه مناقشة ، وذلك أن الرسول عليه السلام سأله عن حقيقة الإيمان ، فكان من حق الجواب في شرح معناه أن يقال : أن تصدق بالله لا أن تؤمن لأن " أن " مع الفعل في تأويل المصدر ، فيصير حاصله الإيمان هو الإيمان بالله ، فيلزم منه تعريف الشئ بنفسه في الجملة ، وذلك لا يليق بنفس الأمر . والجواب أن المراد من قوله " أن تؤمن بالله " أن تصدق ، وقد كان التصديق معلوما له عليه السلام لغة ، فلم يكن تعريف الشئ [1] بنفسه ، فهذا إنما يكون بالقياس إلى غيرهما عليهما السلام ، وإلا فالسائل والمسؤول غنيان عن معرفة المعاني من الألفاظ . وأما الإجماع ، فهو أن الأمة أجمعت على أن الإيمان شرط لسائر العبادات ، والشئ لا يكون شرطا لنفسه ، فلا يكون الإيمان هو العبادات . أقول : على تقدير تسليم دعوى الإجماع ، فللخصوم أن يقولوا : نحن نقول بكون التصديق بمسائل الأصول شرطا لصحة العبادات التي هي الإيمان ، ولا يلزمنا بذلك أن يكون تلك المسائل هي الإيمان ، فإن سميتموها إيمانا بالمعنى