< فهرس الموضوعات > نتائج النضال المرير < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تغيير أسلوب العمل السياسي في آخر فترة من حياة الإمام عليه السلام من الأساليب السابقة إلى التعرض والاستفزاز < / فهرس الموضوعات > وبعد سنين من النضال المرير ، الذي قام به الإمام زين العابدين عليه السلام ، بالأساليب التي شرحنا صورا منها في الفصول السابقة ، والتي كان تطبيقها والاستفادة منها في تلك الظروف الحرجة لا يقل صعوبة عن إشهار السيف ، وفائدتها لا تقل عن دخول المعارك الضارية . فلقد أنتجت نتائجها الهائلة : فعززت موقع الإمام عليه السلام لكونه القائد الإلهي المسؤول عن هذا الدين ، وهذه الأمة ، والهادي لها . وتمكن - بالتزامه بالخطط الدقيقة المذكورة من أداء وظائف الإمامة ، وتجميع القوى المتبددة حول مركز الحق ، وتأسيس القاعدة لانطلاق الأئمة من بعده على أسس رصينة محكمة . وعززت تلك المواقف الاجتماعية العظيمة ، مكانة الإمام عليه السلام في أنظار الأمة ، باعتباره سيدا من أهل البيت عليهم السلام يتمتع بمكارم الأخلاق وفضائلها ، وعالما بالإسلام من أصفى ينابيعه وروافده ، ومحاميا عن الأمة . وكانت لهذه المواقع ، وهذه المكانة ، آثارها في تغيير أسلوب العمل السياسي . عند الإمام زين العابدين عليه السلام في الفترة التالية ، حيث نجد أن تعامله مع الحكام والأحداث يختلف عما سبق ، ويكاد الإمام عليه السلام يعلن عن المعارضة ، ويبدي التعرض للحكام . وكان من أبرز مظاهر هذا التعامل هو ما اتخذه من مواقف حاسمة تجاه الحكام الظالمين ، وتجاه أعوانهم ، وتجاه الحركات السياسية التي عاصرته .