نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 52
المخلوقة في المغرب التي تخرج إليها أرواح المؤمنين من حفرتهم على صور أبدانهم العنصرية ، أي الأشباح المثالية في عالم البرزخ ، فإن صورة الشئ قد يقال لشبحه ومثاله كصورة الفرس المنقوشة على الجدار ، وقد يقال لجزئه الذي يكون به الشئ هو ما فيه بالفعل كالنفس الفرسية . والمراد بها هنا هو المعنى الأول ، لا جنة الخلد التي يدخلونها بعد قيام الساعة بأبدانهم العنصرية بعد جمع أجزائها المتفرقة ، وهي المتنازع فيها بين المعتزلة والأشاعرة ، ولعل ما أسقطه في تلك الورطة هو اشتراك لفظ الجنة والغفلة عن محل النزاع . والعجب أنه قال بعيد هذا في ذيل تنبيه : إن الأرواح تتعلق بعد مفارقة أبدانها العنصرية بأشباح مثالية تشابه تلك الأبدان ، ثم قال : والذي دلت عليه الأخبار أن تعلقها بها مدة البرزخ فتتنعم أو تتألم بها إلى قيام الساعة فتعود عنده إلى أبدانها ، ثم روى روايات تدل على أن أرواح المؤمنين في صفة الأجساد في شجر في الجنة يتعارفون ويتساءلون ، ويأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون : ربنا أقم لنا الساعة وأنجز لنا ما وعدتنا [1] . ومع ذلك ذهب عنه أن جنة الخلد إذا استقر فيها أهلها للثواب لم يخرجوا منها أبدا بالاتفاق ، وليست لهم حينئذ حالة منتظرة ليقولوا : ربنا أقم لنا الساعة وأنجز لنا ما وعدتنا ، بل إنما يطلبون ذلك ويسألونه في الجنة البرزخية مع ما هم فيها من طعامها وشرابها ، لكونه ناقصا في جنب ما ينالونه بعد إقامة الساعة وإنجاز الوعد الصدق من التقرب والزلفى بالدرجات العلى والعيش بالحياة الطيبة والأنس الدائم ، وذلك بعد أن دخلوا الجنة التي وعدهم الله تعالى على ألسنة أنبيائه ( عليهم السلام ) ، فإنهم وقتئذ يجلسون فيها * ( على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة - إلى قوله تعالى - جزاء بما كانوا يعملون ) * [2] . وفي فروع الكافي عن ضريس الكناسي قال : " سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) : أن