نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 50
والتصريحية إيماء لطيفا بذلك إلى شأن الأمر . ثم على ما ذكره ( قدس سره ) فتمام معنى الجملتين إنما يتحقق في فصلين وإن كان بعض كل منهما يتحقق في آن واحد ، لأن مفاد الأولى إدخال بعض زمان النهار في الليل وبالعكس ، ومع كل منهما يتحقق معنى الجملة الحالية في أنه كما ذكره ، وذلك لا يتحقق إلا في فصلين من الفصول الأربعة أو الثمانية . ثم أقول : اختلاف البقاع في العرض الشمالي والجنوبي ، وانتقال الشمس عن مدار من المدارات اليومية بحركتها الخاصة ، يوجب أن يدخل بعض زمان الليل في زمان النهار وبالعكس في البقاع الشمالية عن خط الاستواء والجنوبية عنه في كل يوم بليلته في أيام السنة في جميع الآفاق ، إلا في المستقيم والرحوي ، وهذا معنى قوله : " يولج كل واحد منهما في صاحبه " . وكذا اختلاف طول البقاع مع الحركة الأولى ، ففي حال زيادة زمان النهار ونقصان الليل وبالعكس في البقاع المذكورة بحسب الاختلاف العرضية يدخل بعض زمان الليل في النهار وبالعكس في الأماكن الشمالية عن خط الاستواء المختلفة في الطول ، وكذا الجنوبية عنه المختلفة فيه بحسب هذا الاختلاف ، وهذا معنى قوله : " ويولج صاحبه فيه " فالحالية تأسيس لأنها إشارة إلى نوع آخر من الزيادة والنقصان . وعليه يتفرع وجوب صوم أحد وثلاثين يوما في صورة وثمانية وعشرين في أخرى على المسافر من بلد إلى آخر بعيد عنه بعد رؤية الهلال ، وذلك لأن الكواكب تطلع في المساكن الشرقية قبل طلوعها في الغربية ، وكذا في الغروب ، فكل بلد غربي بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخر غروبه عن غروب الشرقي بساعة ، وإنما عرف ذلك بإرصاد الكسوفات القمرية ، حيث ابتدأت في ساعات أقل من ساعات بلدنا في المساكن الغربية ، وأكثر من ساعات بلدنا وغروبها في الغربية بعد غروبها في بلدنا . ويحتمل عكس ذلك بأن تكون الأولى إشارة إلى ما يكون بالاختلافات
50
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 50