نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 36
أقول : هذا جواب غريب ، وصدور مثله عن مثله أمر عجيب ، لأن في تفسير علي بن إبراهيم الثقة : أن العامة روت [1] أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة [2] . وهذا صريح في أن لا خلاف بين أصحابنا في أن المراد بها مارية . روى روح الله روحه بإسناده عن ابن بكير عن زرارة " قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لما مات إبراهيم ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حزن عليه حزنا شديدا ، فقالت عائشة : ما الذي يحزنك عليه ؟ فما هو إلا ابن جريح ! فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) وأمره بقتله ، فذهب علي ( عليه السلام ) إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حائط ، فضرب علي ( عليه السلام ) باب البستان ، فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ، فلما عرف عليا ( عليه السلام ) عرف في وجهه الغضب ، فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان ، فوثب علي ( عليه السلام ) على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه ، وولى جريح مدبرا ، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي ( عليه السلام ) في أثره ، فلما دنا منه رمى جريح نفسه من فوق النخلة ، فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء ، فانصرف علي ( عليه السلام ) إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في أمر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوبر أم أتثبت ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا بل تثبت ، فقال ( عليه السلام ) : والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت " [3] . وفيه وفيما سيأتي إشكال ، إذا تأمله عاقل يعرفه ، ويعرف بتأمله دفعه . وفي بعض التفاسير : " أن قوله تعالى : * ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) * [4] نزل في من قال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن مارية أم إبراهيم يأتيها ابن عم لها قبطي ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) ، فقال : يا أخي خذ هذا السيف فإن وجدته عندها فاقتله ،
[1] في التفسير : رووا . [2] تفسير علي بن إبراهيم القمي 2 : 99 . [3] تفسير القمي 2 : 99 - 100 . [4] الحجرات : 6 .
36
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 36