نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 24
كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد " [1] . إلى غير ذلك من الأخبار ، ويظهر منها أن أهل الخلاف كفار أو منافقون ، وكل من هو كذلك فهو مخلد في النار * ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) * [2] وذلك لا ينافي إسلامهم بحسب الظاهر كما ذهب إليه عامة أصحابنا ، ويشير إليه قوله ( عليه السلام ) " مات ميتة كفر ونفاق " حيث ذكر الكفر بعد الإيمان لينبه على أن كفرهم ليس كفرا ظاهرا كسائر أصناف الكفر ، بل كفرهم مكتوم ككفر المنافقين ، فهذا الإسلام الظاهري يحقن دماءهم ، ويحفظ أموالهم ، ويحل ذبيحتهم ، ويحصل التوارث بيننا وبينهم ، ويغسلون ويصلى عليهم ، ويدفنون في مقابر المؤمنين . وبالجملة : فهم يشاركون أهل الإيمان في الأحكام الدنيوية ، ويفارقونهم في الأحكام الأخروية . ففي الحسن عن الفضيل بن يسار عن الصادق ( عليه السلام ) " قال : سمعته يقول : إن الإيمان يشارك الإسلام ولا يشاركه الإسلام ، إن الإيمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء " [3] . وفي الموثق عن سماعة عنه ( عليه السلام ) ما يقرب من ذلك [4] . وفي الصحيح عن حمران بن أعين عن الباقر ( عليه السلام ) : " الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله ، وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره ، والإسلام ما ظهر من قول أو فعل وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها ، وبه حقنت الدماء ، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح - إلى أن قال - قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم في شئ من الأحكام والحدود وغير ذلك ؟ فقال : لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد ، ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما
[1] أصول الكافي 1 : 183 - 184 ح 8 و 375 ح 2 . [2] التوبة : 68 . [3] أصول الكافي 2 : 26 ح 3 . [4] أصول الكافي 2 : 25 ح 1 .
24
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 24