responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 94


هل الإسلام حضارة ؟ أو هل يخلق حضارة ؟
الإسلام معتقد ديني إلهي خارج نطاق العقل البشري . كما أنه خارج نطاق السيطرة البشرية ، ولا دخل للإنسان في " صنعه " . كما أنه يتسم بالثبات في خاصة في جانبه التعبدي ، فضلاً عن كونه غير قابل للتطور أو التدهور عقيدة أو شعائر .
في مقابل ذلك نجد أن الحضارة مشتقة من التحضر والتمدن وهي مجموعة المنجزات الفكرية والاجتماعية والأخلاقية والصناعية ، التي يحققها مجتمع معين في مسيرته لتحقيق الرقي والتقدم . .
ومما يلاحظ بهذا الصدد أن مفهوم الحضارة عند أهل اللغة خلاف البداوة الدالة على البدائية . والدليل على أن الدين لا يمكن أن يكون حضارة ، انعدام ما يسمى بالحضارة الإسلامية في العصر الحديث ، في حين إننا نطلق هذا المسمى على المنجزات الفكرية والمادية للمسلمين القدامى ، مع العلم أن ظاهرة التدين الآن أفضل منها بكثير في عصر الخلفاء العباسيين حيث الفجور واللهو والفسق .
إضافة إلى أن المدينة المنورة كانت أكثر المناطق الإسلامية تخلفاً على الصعيد الحضاري . في حين إنها كانت أكثر تديناً خاصة في فترتي النبوة والخلافة الراشدة ! !
نخلص من ذلك إلى أن الدين بذاته لا يمكن أن يكون حضارة ، ومع ذلك نسميها حضارة إسلامية ! وهي ليست كذلك .
قد يقول البعض إن التسمية تستمد مشروعيتها باعتبار أن صناع هذه المنجزات من المسلمين بشكل عام ، وهذا صحيح ولكن هل كل هذه المنجزات إسلامية ؟ بالطبع لا . لذلك يقترح البعض استخدام مصطلح " حضارة دار الإسلام " ، كما نقول الحضارة الصينية نسبة إلى مكان جغرافي محدد هو الصين ، والحضارة الفارسية ، نسبة إلى الفرس أو فارس ، والحضارة الأوروبية ، ولم نقرأ عن الحضارة البوذية أو الحضارة النصرانية .
لذلك من الخطأ وصف حضارة المسلمين بالاسلامية ، ليس فقط لأنها ليست كذلك ،

94

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست