الكتب والمجلات المضادة ، وقامت هذه الحملة على ثلاثة محاور ، ما زالت تفعل فعلها في مجتمعاتنا إلى اليوم : المحور الأول ، أن الفكر الديني أثبت فشله في الغرب فسقطت دولة الكنيسة على يد العلمانيين ، كما أثبت فشله في الشرق بسقوط دولة الخلافة العثمانية . والثاني ، أن الغربيين غزوا بلاد العرب والمسلمين ، لكي يحرروها من الاستبداد الديني ، والتخلف الاقتصادي . والثالث ، أن على العرب والمسلمين لكي ينهضوا ، أن يأخذوا بالفكر الغربي التحرري ، ويتعلموا نمط تفكيرهم وأساليب معيشتهم ، ويُلقوا فكرهم الديني ونمط حياتهم جانباً ! وقد تأثر بهذه الموجة كثير من شبابنا العربي والإسلامي ، وكان منهم الصادق في تأثره وتقليده للغربيين ، ومنهم من مشى في الموجة لكي يدرس ويتوظف ويعيش ، وهو في شك من الفكر الغربي ، أو على يقين من بطلانه ! تراجع الموجة الفكرية المعادية للدين وما أن تقدمت عقود القرن العشرين حتى تغيرت الحالة الفكرية في بلادنا واكتشف عامة الناس أن منطق الغزو الثقافي الذي كان مقبولاً في مطلع القرن ، صار موضع شك ونقاش من ألفه إلى يائه . فلا هزيمة الكنيسة في الغرب تعني هزيمة المسيحية كدين ، بل هي هزيمة الاستبداد باسم الدين . ولا سقوط الدولة العثمانية يعني سقوط الإسلام كفكر ودين ، بل يعني سقوط الاستبداد باسم الدين . ولا الغربيون غزوا بلادنا واحتلوها وأسقطوا دولتها الاستبدادية ، من أجلنا !