مسائل حق التشريع الإلهي . . وإليك الفرق : مسائل الأخلاق هي مسائل من إيحاءات العقل العملي ، والذي يتوصل إلى نتائج عملية حثية ( ينبغي أن يفعل ) أو نتائج عملية زجرية ( لا ينبغي أن تفعل ) وهذه الأخلاق ليست تأسيساً من الدين أو الشارع ، بل الفطرة والعقل العملي كافيان لاستنباطها . فمن مسائل الأخلاق ( لا تظلم أحداً ) وهذه النتيجة ليست مختصة بالدين ، وليس الدين هو الذي أسسها ، ولذلك نجد الجميع مشتركون ومتبانون على صدقها . أما مسائل التشريع الإلهي ، فنحن في الإسلام نقول بأن الملك كله لله ، والمالك يحكم المملوك حتى تشريعاً . . فمن حق الله تعالى أن يعاقب الحربيين بسبي نسائهم كعقوبة دنيوية . أو يفرض أحكاماً خاصة للأمة دون الحرة . . أو يبيح الزواج . . كل ذلك فلسفات تشريعية خارجة عن المقام . . ولو فرضنا جدلاً أننا لم نفهم حكمة التشريع ، فإننا لا نستطيع أن نرد التشريع لأن عدم إدراكنا لفلسفة التشريع لا يدل على عدم الحكمة من ورائه . . ودليلنا في ذلك أن الله تعالى حكيم بالبرهان العقلي . ( لقد أجبتك رغم أن اعتراضك لا علاقة له أساساً بموضوعنا . . وأرجو إذا أردت أن تسال مرة أخرى خارج الموضوع ، أن تفرد موضوعا مستقلاً ) . * *