غربي ، يدين أهله بالمسيحية كدين توحيدي سماوي ، والذي يختلف عن الإسلام كدين وأحكام أمرنا الله ان نعمل بها ، إلى مجتمع يختلف عن الغرب بعاداته وتقاليده ودينه . لقد تعولمت العلمانية دون مراعاة الخصوصيات الحضارية للمجتمع العربي الإسلامي . وعندما تلقفها المفكرون العرب من الغرب ، أرادوا من خلالها الاستقلال من ظلم العثمانيين واستبدادهم ، ورداً على دعاة القومية التُّورانية ومضاهاة للشعور القومي آنذاك في حقه في الوحدة والحرية . في الوقت الذي نعلم به أن لا كهنوت ولا حكم لرجال الدين في الإسلام ، ولا وساطة بين الفرد والخالق ، بمعنى أن لا وسلطة دينية تشعر دوماً أنها صاحبة الحق المطلق . نرى أن العلمانية يجب أن لا تطرح في مجتمعنا العربي الإسلامي ، في حين أن المقصود بتبني العلمانية ومعارضتها ، هو تلك الأحكام التي جاء الإسلام بها . إن من يطرح العلمانية مغالطة لا يريد أن يرى في الإسلام حكماً ، ومن يعارض العلمانية يريد أن يقيم حكم الله كما جاء في القرآن الكريم على الأرض بحجة أن ذلك أمر إلهي . وبين الفريقين تتنوع الاتجاهات وتختلف . وإن قبلنا باستعمال مصطلح العلمانية ، فإنا نعني من ذلك حكم الإسلام أم عدمه ، وأسلوب نقل ذلك إلى الواقع العملي . وهنا تعدد المنظرون : في حين أن مصطفى محمود مثلاً يقول في كتاب الماركسية والإسلام : " اكتفى القرآن في موضوع السياسة والحكم بإصدار توصيات عامة لها صيغة الأزلية " . يقول حسن البنا : " يتعين علينا أن نقف عند هذه الحدود الربانية النبوية ، حتى لا نقيد أنفسنا بغير ما يقيدنا به الله . . إن الإسلام كدين عام انتظم شؤون الحياة . . جاء أكمل وأشمل من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة ، وخصوصاً في الأمور الدنيوية البحتة " .