فنكتفي بنموذج منها للبروفسور ( سيسيل بايس هامان ) وهو أستاذ أمريكي في البيولوجيا : Nature does not explain ، she is herself in need of explanation ) ) ( كانت العملية المدهشة في صيرورة الغذاء جزءً من البدن تنسب من قبل إلى الإله ، فأصبحت اليوم بالمشاهدة الجديدة تفاعلاً كيماوياً ، هل أبطل هذا وجود الإله ؟ فما القوة التي أخضعت العناصر الكيماوية لتصبح تفاعلاً مفيداً ؟ إن الغذاء بعد دخوله في الجسم الإنساني يمر بمراحل كثيرة خلال نظام ذاتي ، ومن المستحيل أن يتحقق وجود هذا النظام المدهش بصدفة محضة . فقد صار حتماً علينا بعد هذه المشاهدات أن نؤمن بأن الله يعمل بقوانينه العظمى التي خلق بها الحياة ! ) . ويقول سيسيل : ( إن الطبيعة لا تفسر شيئاً ( من الكون ) وإنما هي نفسها بحاجة إلى تفسير . فلو أنك سألت طبيباُ : ما السبب وراء احمرار الدم ؟ لأجاب : لأن في الدم خلايا حمراء حجم كل خلية منها 700 / 1 من البوصة ! حسناً ، ولكن لماذا تكون هذه الخلايا حمراء ؟ - في هذه الخلايا مادة تسمى ( الهيموجلوبين ) وهي مادة تحدث لها الحمرة حين تختلط بالأوكسجين في القلب . - هذا جميل ولكن من أين تأتي هذه الخلايا التي تحمل الهيموجلوبين ؟ - إنها تصنع في كبدك . - عجيب ! ولكن كيف ترتبط هذه الأشياء الكثيرة من الدم والخلايا والكبد وغيرها بعضها ببعض ارتباطاً كلياً وتسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدقة الفائقة ؟ - هذا ما نسميه بقانون الطبيعة . - ولكن ما المراد بقانون الطبيعة هذا يا سيدي الطبيب ؟ - المراد بهذا القانون هو الحركات الداخلية العمياء للقوى الطبيعية والكيماوية . - ولكن لماذا تهدف هذه القوى دائماً إلى نتيجة معلومة ؟ وكيف تنظم نشاطها حتى تطير الطيور في الهواء ، ويعيش السمك في الماء ، ويوجد إنسان في الدنيا ، بجميع ما لديه من الإمكانات والكفاءات العجيبة المثيرة ؟