responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 371


فأخذ بهلول مدَرةً ( قطعة صلبة من الطين ) وضربه فشجه وهرب . فتبعوه وقبضوا عليه ورفعوا أمره إلى الخليفة ، فقال بهلول : إنه يقول أن إبليس مخلوق من النار فلا يمكن أن تؤثر فيه ، وهو مخلوق من تراب فكيف أثر فيه ؟
ويقول أن كل موجود يُرى ، فليُرني الألم الذي برأسه !
ويقول إن الله الفاعل لأفعال العباد ، فإذن الله هو الذي ضربه لا أنا !
وأخيراً أنا أستغرب إن يكون الإنسان مادياً بحتاً . فالعقل والتفكير مثلاً غير محسوس ، فهل هو غير موجود ؟ ! !
وكتب العلماني :
للاستفسار فقط . . من أين أتيت بهذه النظرية المادية يا شيخنا الكريم ؟
وهل نسي الماديون أيضاً بأن الجمال والحرية والعدالة والحب والبغض والخير والشر والصداقة والسلام ، كلها غير محسوسة ؟ وهل ينكرون وجودها طبقاً لنظريتهم ؟ واسلم لي .
وهنا تخيل غربي أنه وجد فرصة لهجوم ساخر فانقضَّ مهاجماً :
شيخنا العاملي . . جديدة عليَّ تماماً هذه المادية المزعومة ، ولا إخالها إلا مما يتعزى به شيوخ الحوزات المباركة . هل تعرف تبعات هذه الخزعبلات يا شيخنا ؟ بعضها يقول ، بأن الماديين لا يعترفون بعلم النفس ، ولا يقيمون له قائمة ، فهو أثرٌ داخلي غير محسوس ، ولا للأحلام ، رغم أنها لا تحتجب عنهم ، كما لا تحتجب على أصحاب العمائم .
شيخنا . . الأمر ليس مجرد سفسطة ، ولا هو يقوم على تلاعب بالألفاظ . . المنطق أبسط من كل ذلك ، ودروب العقل أجلى وأوضح . . قل لي فديتك . . ما هي تلك النظرية الحسية التي ستبطل ، إن اعترف صاحبها بالمحسوس ؟ !

371

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست