قال العاملي : من الواضح أن غربي وجماعته ليسوا باحثين أكاديميين ، وإلا لطرحوا اتهاماتهم للقرآن والإسلام بطريقة علمية ، وليس بطريقة السخرية التهريجية ! وقد تضمن كلامهم التهم التالية : الأولى : زعمهم أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وآله وليس وحياً من الله تعالى . وهذا يعني الكفر بالإسلام وتكذيب النبي صلى الله عليه وآله . وهو ظاهر من كلام غربي ! وبذلك يكون طوى البحث عن صدق النبي صلى الله عليه وآله وتجاوز أدلته الكثيرة الساطعة ، وافترض أن رأيه في تكذيبه صلى الله عليه وآله صحيح لا يحتاج إلى نقاش ! وهي مصادرة في المنهج ، لا يرتكبها باحث يحترم نفسه ! والثانية : زعمهم أن القرآن اهتم بالفرج أكثر من العقل ! وعليه فالفرج في القرآن أسمى من العقل وأهم منه ! وهذا افتراءٌ على القرآن لم يوثقه غربي إلا بذكر قوله تعالى في سياق مدح المؤمنين : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ! وكان اللازم عليه أن يستوعب كل الآيات والأحاديث التي تخص العقل ، وتلك التي تخص الفرج ، ثم يقارن بينهما ! لكنه لم يفعل ولا يريد ذلك ، فهو ليس إلا التقاطي من نوع السلفي الذي يلتقط نصاً أو كلمة ويفصلها عن سياقها ويهرِّج بها ، وليس مستعداً لأن يبحث كل النص ومجموعة النصوص الأخرى في الموضوع للوصول إلى نتيجة علمية . والثالثة : زعمهم أنه لا يصح وضع قوانين وتشريعات للعلاقات الجنسية ، ولا دعوة الإنسان إلى حفظ فرجه وتقييد حريته فيه ! قال غربي : ( أما الشهوة الجنسية ( وما يترتب على إطلاق عنانها من المساوئ أعظم أثراً في المجتمعات الإنسانية من أي إطلاق لعنان آخر ) فهذا يصح ، لو كنت تتحدث عن مجتمع حيواني يا غشمرة ، لا مجتمع إنساني ) .