يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ، ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها ، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لها مدبراً ؟ ! قال : فأطرق ملياً ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه ، وأنا تائب مما كنت فيه ) . ( الكافي : 1 / 79 ) . انتهى . وكتب العلماني : شيخنا الجليل . لم أحدد موقفي من الله حتى الآن . . ومداخلاتي السابقة جلية بهذا الخصوص ، فتحديد موقفي من الله مرهون بالدلائل العقلية ، وهذه بدورها ليست ثابتة في هذا المجال ( في رأيي طبعاً ) . ومع هذا أراك يا شيخنا تسعى للحوار بدفع أدلتك على وجود الخالق إلى الأمام ، وليس في هذا ضير أبداً ، فأنت شيخ ارتوى " بنعمة الإيمان " وتريد أن " تهديني " إلى " سواء السبيل " . وأنا أشكرك حقاً على إرادتك الخيرة هذه ، ولكن لي تعليق على ما أتيتني به من دليل في قصة الإمام الصادق : دليلك يا شيخنا هو تلك " البيضة " التي تحوي دقة وإحكاماً في الصنع والوظائف ، وأنت تخلص بعد ملاحظة ذلك التنوع الوظيفي الهائل والرائع إلى أن البيضة قد خلقها خالق سوَّى هيئتها ، وأحكم شكلها ووظيفتها . ولكن هذا الاستنتاج فيه قفز على المنطق السليم ، إذ ليس لنا عندما نرى مجرى ماء دافق أو هادئ أن نقفز إلى ضرورة وجود حفار لهذا المجرى ، فلربما كان هذا المجرى أو هذه القناة حقاً ، نتيجة لعمل الإنسان وجهده كترع الأنهار ونهر " القذافي "