الطواف ، فقد سلموا وعطبتم ، وإن يكن الأمر على ما تقولون ، وليس كما تقولون ، فقد استويتم وهم ! فقلت له : يرحمك الله وأي شئ نقول وأي شئ يقولون ؟ ما قولي وقولهم إلا واحداً ! فقال : وكيف يكون قولك وقولهم واحداً ؟ وهم يقولون : إن لهم معاداً وثواباً وعقاباً ، ويدينون بأن في السماء إلهاً ، وأنها عمران . وأنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد ؟ قال : فاغتنمتها منه فقلت له : ما منعه إن كان الأمر كما يقولون أن يظهر لخلقه ويدعوهم إلى عبادته ، حتى لا يختلف منهم اثنان ، ولم احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل ؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به ؟ فقال لي : ويلك وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك : نُشوءك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوتك ، وسقمك بعد صحتك ، وصحتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وحبك بعد بغضك ، وبغضك بعد حبك ، وعزمك بعد أناتك ، وأناتك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهتك وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاءك بعد يأسك ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وعزوب ما أنت معتقده عن ذهنك . . . وما زال يُعدِّد عليَّ قدرته التي هي في نفسي ، التي لا أدفعها حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه ! ! ) . ( الكافي : 1 / 74 ) . 3 - قال محمد بن إسحاق : إن عبد الله الديصاني ( ملحد معروف ) سأل هشام بن الحكم فقال له : ألك رب ؟ فقال : بلى ، قال أقادرٌ هو ؟ قال : نعم قادر قاهر . قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا ؟