متيقن من إلحادك ! فعندما تتكلم عن الغربيين يبدو عليك اليقين ، ثم تعود إلى الافتخار بشكك ! وقد خلطت بين الشك العلمي الذي هو من ضرورات البحث ، وهو مشترك بين المؤمنين والمشككين ، وبين الشك في الله تعالى والأنبياء عليهم السلام ( أي الشك في النظرة إلى الكون والحياة والإنسان ) والفرق بينهما واضح ، لأن صاحب اليقين بالله تعالى ورسله عليهم السلام ، يستعمل منهج الشك الذي تقول عنه في العلوم الطبيعية وإعمار الحياة ، كما فعل المسلمون في بناء حضارتهم . فلماذا تتهم المؤمنين بأنهم يفتقدون الشك اللازم للبحوث العلمية ، وتحصر هذه الفضيلة فيك ؟ وبتعبير المصطلح الحديثي لماذا تستعمل ( التدليس ) فتنفي الشك الممدوح عن المؤمنين ، لتثبته لشكك غير الممدوح ؟ ألم تسمع قاعدة ابن سينا والفلاسفة المسلمين : ( كلما طرق سمعك من الغرائب فذره في بقعة الإمكان ، ما لم يذدك عنه واضح البرهان ) ؟ ! رابعاً ، أنت في ( شكك ) أي في نظرتك إلى الإنسان والكون والحياة ، لست شاكاً بل متيقناً . . لأنك تقول إنك مطمئن به ، أي متيقن ! وها أنت تناقشنا فيه ! فكيف تكون في شكك صاحب يقين وتناقشنا ، ثم تزعم أنك صاحب منهج الشك الشامل ؟ ! خامساً ، إن أوا ما تفعله النسبية المطلقة التي تبنيتها ، أنها تسقط نفسها ! وتوقع صاحبها في بئر ، وتدفن كل أفكاره ! وقد ناقشناها هنا وفي الواحة الإسلامية . سادساً : لو أن القوم أيها الأخ عرفوا أنفسهم لعرفوا خالقهم . بل لو تأملوا في خلق أبدانهم لفتحت لهم آفاقاً لمعرفة خالقهم عز وجل ! أفلا يرون أن الذي ربَّى الحبَّةَ في ظلمة التربة ، وربَّى الفرخ في ظلمة البيضة ، من أجل هدفٍ وغرض ، هو الذي ربَّى نطفة الإنسان في ظلمات البطن والرحم ، من أجل هدفٍ وغرض !