فكتب العلماني بتاريخ : 17 - 09 - 2000 : شيخنا الكريم العاملي : أنا ادعيت بأن ما أمامنا من أديان سلمنا بدعوتها وحياً من السماء ، لا ترتبط بالسماء ولا بالله ، لا من قريب ولا من بعيد . . وإقامة الدليل على ارتباطها بالله صعب مستحيل . . الأديان السماوية عندي بشرية صرفة وإنسانية محضة ، تقوم على التراكم المعرفي وقولبته وتوجيهه . . والأنبياء والرسل ليسوا إلا مصلحين إجتماعيين أرادوا للإنسان الارتقاء ، فدونوا ما دونوا وكتبوا ما كتبوا ، ثم قالوا بأنه قد أتاهم من فوق ! الأديان السماوية - اليهودية والمسيحية والإسلام - إن هي إلا استمرار إنساني في البحث عن هدوء ولذة وحماية ، في مسيرة حياة صعبة ، يحف بها الموت والمرض والخوف . . هذا ما لمحت إليه قبلاً ولم أدع أن الله غير موجود ، فالله كان وما زال بالنسبة لي قضية حساسة شائكة لا أستطيع أن أجزم شيئاً بخصوصها بل قد أميل إلى الإعتقاد بوجوده مانحاً له دوراً هامشياً أحياناً ، ودوراً فاعلاً مركزياً مرة أخرى . . ولكن وجود الله لا يعني ثبات الدين . . فأن يكون الله موجوداً شئ ، وأن يكون قد أرسل لنا أدياناً شئ آخر ، فوجود قصب السكر لا يعني وجود السكر ، فلربما أتى هذا الأخير من الشمندر . لذلك يا شيخنا ، فأهلاً بك وسهلاً لو أردت أن نخوض في النبوة ووجود الوحي وارتباطه بالسماء وبالخالق . . مع احترام للموضوع والكاتب ، وعدم ميل إلى التجريح والمهاترة ، فكلنا يطلب الحقيقة والاهتداء بها . واسلم لي . وكتب فرقد بتاريخ : 17 - 09 - 2000 : أخي الحبيب العاملي : هناك فرق بين من لا يعلم بوجود الله أصلاً ، ويحاول التوصل إلى إجابة مقنعة ، وبين من يجعل من كتاب الله موضع سخرية .