يا من دل على ذاته بذاته سألني أحدهم : ما المقصود فيما جاء في الدعاء : ( كيف يستدل عليك بمن هو في وجوده مفتقر إليك ) ؟ فأجبت : كلُّ الكون مفتقرٌ في وجوده إلى الله تعالى ، ويصح أن نقول إن المخلوقات تدل على الخالق ، كما قال الشاعر : وفي كل شئ له آيةٌ * تدل على أنه واحدُ فهو الموجود بالذات وغيره موجود بالعرض ، وهو واجب الوجود بذاته وغيره ممكن الوجود . لكن الدليل الأرقى من هذا أن نقول : إن الله تعالى هو يدل على نفسه ، ولا يحتاج إلى دلالة مخلوقاته . أو نقول : لولا وجوده لما وجد مخلوق ، ولولا أن يعطينا الفكر والعقل لما عرفنا وجوده . فهو الذي دلنا على وجوده ، ولو كان بواسطة مخلوقاته . * *