وأعتب عليك أيها المحترم ، تسرعك في الحكم في مسائل عديدة مثل قولك : " إنه ( الغرب ) مجتمع ينهار بمجرد وقوع خلل في المصنع ) ! لعلك نسيت أو تناسيت ( عمداً ؟ ) أن ألمانيا دمرت بأكملها ( هل يساوي ذلك في حسابك وقوع خلل في مصنع ؟ في الحرب العالمية الثانية ، ولم ينهر المجتمع الألماني ! فترفق بعقولنا قليلاً أيها المحترم ، وترجل عن منبر الخطابة ! لا تعاملنا كأطفال ! والله أعلم ! وكتب صلاح الصالح : شيخنا العاملي . . أختلف معك في أن المجتمع الغربي جاف من الإنسانيات والفضائل ، لأني أعتقد أن الكثير من هذه الفضائل ( الرحمة العدل ) هي ميراث بشري ، لا يمكن أن يخلو منه مجتمع بحال . ولعلك - وأنت أكثر اطلاعاً مني - قرأت بعض الروايات الغربية ، وربما شاهدت بعض الأفلام ، ومعظمها يتمحور حول هذه الإنسانيات ، وهي إن كانت لا تعكس الصورة تماماً ، لكنها لا تخالفها تماماً . . أتفق مع الإخوة في أن أفضل نهج للتعامل مع حضارة أخرى هي التلقي الراشد لما لدى أي كان من قيم حضارية أو فضائل إنسانية ، ضمن معيارية حضارية إسلامية تكون كبوابة العبور ، لا يجتازها إلا ما اتفق مع خطوطنا العريضة كمسلمين . بقي ومن باب قول الحق أن لدى الغرب الكثير مما نفتقده حتى في مجال الإنسانيات ، وأحسب أنه ليس عيباً أن نجمع فضائلنا إلى فضائلهم لنكون منظومة حضارية ذات أصول ، تتفق مع معطياتنا وتجمع فضائل الحضارات الأخرى ، ضمن إطارها العام . . عودة متأنية لسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، تكرس لدى المتلقي