الذات ، بعيداً عن نعرة الجاهلية الأولى ، والمضرية ، وغُزَيَّة . . . والنظر بعين الصدق والحياد ، إلى الآخر ، بعيداً عن التقويض ، والإنكار ، واستلاب الحقوق . الإنسان كائن واحد . . لا عار في أن يستفيد من أخيه الإنسان . . مهما تنوعت العقائد والمشارب والأديان . وكتب مجموعة إنسان : الشيخ الجميل العاملي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أرجو أن يكون صدرك فيه الكثير من الرحابة والقبول ولو لقليل من الاختلاف . ( يا جماعة ، لماذا يشعر الانكليزي والفرنسي والأمريكي ، والطلياني ، بذاته ، ويعيشها ، ويفتخر بثقافته وعاداته وتقاليده ، وكل زاوية في بلده ) ؟ كلام صحيح ولكن . . جاء ذلك بعد أن نقح ما يمكن تنقيحه ، فقبل منها ما يمكن أن يقبل معتمداً في ذلك على منطلاقاته العقائدية ، ورفض منها ما رآه أنه مما يجب أن يرفض . وهذا ما نبحث عنه نحن ، أو ما نراه مما يجب أن يكون . ( ولماذا يعيش اليهودي العلو على الدنيا كلها . . . إلخ . ) . وهذا ما نرفضه ، أو ما نرى أنه مما يجب أن يرفض . وهل تريد منا أن نصبح كذلك ؟ لا شك أنك لا تريد . ( ولا يحق لنا نحن أن نشعر بذاتنا ، ونعيشها ونفتخر بها . . هل وصل بنا الأمر إلى أن نكون إمعات تمسح بنا الأمم أحذيتها ، وطحالب نتعلق على سيقانهم ؟ ! ) ولماذا نثقل دائماً كاهلنا بمحاولة الربط والمقارنة بين أحوالنا وأحوال الآخرين يمكننا أن نمارس النقد الذاتي والبحث عن سلبيات مجتمعاتنا ، والبحث عن حلول جذرية لها بعيداً عن مسألة المقارنة هذه . كما أنه لا يمكن أن ننكر أن من طبيعة الشعوب ، أنها تستفيد من تجارب وخبرات بعضها البعض ، في مجال الشؤون الإنسانية . ومن قال إن تلك الشعوب