وشعوباً وجغرافيا . . وليس عند أعدائنا مقومات بقاء سيطرتهم على مقدراتنا وقرارنا . ومن أول شروط عودتنا إلى صدارة العالم : أن نستعيد ذاتنا . وكتب غربي : لهذه الخواطر الجميلة . . فرعان : الأول : استقبال الماضي التليد ، بالفخر والاعتزاز ، واستدراكه بالأخذ الحسن ، الذي لا يخلو من تنقيح عاقل وتدبر جميل . الثاني : احترام الحابل من الأيام ، والنظر إلى المستقبل بعين الناظر المعاين للواقع الحاضر ، بوقفة صادقة مع الذات ، لا تنكرها ، ولا تجلدها ، ولكنها تثني عليها بما هي أهل له ، وتأخذ عليها مآخذها . الأول . . يعيننا على فهم تاريخنا ، ويجعل فخرنا به صادق مؤمن ، منطقي ومعقول ، لا جاهلي أحمق ، ولا منتن أخرق . لا يكاد تاريخ العرب يخلو من مواقف هي معدن الشرف نفسه . . ولا يكاد تاريخهم يخلو من الدسائس والمنغصات ، هي العبر التي يضعها التاريخ رهانة لنا علناً نستفيد منها ، فيما نستقبل من أيام . الثاني . . أن نعرف أنفسنا . . دون تحجيم ولا تطبيل . . دون أن نقيم أنفسنا بما لم نستحق بعد ، ودون أن نلغي ما نملك من عوامل ، لو عرفنا كيف نستغلها ، لجعلنا أنفسنا في خير وفير ، وفي عزة كبيرة ، ولكنا عبرة لغيرنا ، كما جعلت بعض الشعوب من نفسها عبرة للآخرين . وكتب العاملي : شكراً يا أخ غربي ، زادك الله اعتدالاً ، وإيماناً بديننا وتاريخنا وإنساننا ، وبصيرة بعيوب الحضارة الغربية وزيفها .