يناضلوا لاستئصال الفساد الذي ثاروا عليه في ظلها [1] . ولهذا أجابهم الإمام ( عليه السلام ) بقوله : " دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول ، وإن الآفاق قد أغامت ، والمحجة قد تنكرت ، واعلموا إني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أصغ إلى قول القائل ، وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير " [2] . ولكن الناس أصروا عليه أن يلي الحكم ، فاستجاب لهم . وتسلم الإمام الحكم في مجتمع ورث الفساد بكل أبعاده ، وكانت تنتظره مشاكل معقدة كثيرة على مختلف الأصعدة ، فعالجهم الإمام ( عليه السلام ) بسياسته الثورية الجديدة التي قرر أن يتبعها من أجل تحقيق الأهداف التي قبل الحكم لأجلها . وقد تناولت سياسته ( عليه السلام ) الثورية ثلاثة ميادين هي :
[1] راجع للتوسع ثورة الحسين / محمد مهدي شمس الدين : 35 - 38 . [2] نهج البلاغة 1 : 217 .