موقف الإمام من تولي الحكم بعد مقتل عثمان ، توجهت أنظار الثوار إلى الإمام علي يطلبون منه أن يلي الحكم ، ولكنه أبى عليهم ذلك ، لا لأنه لم يأنس من نفسه القوة على ولاية الحكم وتحمل تبعاته ، خصوصا بعد أن رأى المجتمع الإسلامي يتردى في هوة عميقة من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ، بسبب سياسة ولاة عثمان خلال مدة خلافته ، ورأى أن التوجيهات الإسلامية ومفاهيمها العظيمة التي عمل لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طيلة حياته فقدت الكثير من فاعليتها في توجيه الناس ، وأخذت تتضاءل بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وإنما صار الناس إلى واقعهم هذا لأنهم فقدوا الثقة بالقوة الحاكمة التي تهيمن عليهم ، فراحوا يسعون إلى إقرار حقوقهم