تسليما . [1] وحيث إن الفعل المذكور في مقام الامتنان ، يراد به تحقق الفعل فقط من دون عناية إلى الزمان . فإذا دخلت عليه السين ، تفيد تأكيد هذا المعنى . هذا كله على قراءة ننسها من باب الإفعال من نسي ينسى . وأما على قراءة ننسئها بإثبات الهمزة في آخرها - كما قال الشيخ : " وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ننسأها بفتح النون والسين وإثبات الهمزة الساكنة بعد السين - فمعناه التأخير ، أي تأخير الآية المنسوخة عن الوقت المضروب له قليلا أو كثيرا ثم إذا شاء نسخه . [2] قد تحصل من جميع ما ذكرنا أن الآية الكريمة مطلقة شاملة لجميع ما تمس عليه يد الخلقة والجعل من الأعيان والآيات التكوينية أو الأحكام التشريعية المجعولة و وكذلك مطلقة بالنسبة إلى الآية المنسية ، سواء كانت المنسية تكوينية أو تشريعية . وقوله تعالى : نأت بخير منها أو مثلها جواب للشرط المذكور في صدر الآية ، مجزوم بما جزم به الشرط . قال ابن هشام في البحث عن معاني ما : النوع الثاني : الشرطية . وهي نوعان : غير زمانية : نحو وما تفعلوا من خير يعلمه الله [3] وما ننسخ من آية . . . [4] فالمعنى : نأتي بشئ خير في الحكمة والمصلحة من المنسوخ والمنسي ، أو : نأتي بشئ خير من جنس المنسوخ ومن سنخه ، بناءا على تجريد أفعل من التفاضل . قوله تعالى : أو مثلها ، أي : ما تشابه المنسوخ والمنسي ويساويهما في الحكمة والمصلحة . ولا يخفى أن ما ذكرنا من الإطلاق ، إطلاق بدلي . أي : من الآيات ما يجوز