responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 37


لإدراك المعقولات وهي قوة محضة خالية عن الفعل ، كما للأطفال . . . والعقل بالملكة هو علم بالضروريات واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات . العقل بالفعل هو أن تصير النظريات مخزونة عند قوة العاقلة بتكرار الاكتساب بحيث يحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت من غير تجشم كسب جديد ، لكنها لا يشاهدها بالفعل .
العقل المستفاد هو أن تحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه . " [1] أقول : تفسير العقل بالقوة والغريزة غير مرضي . والاستعداد والفعلية والتسلط على المبادي والتمكن من المقدمات وتنظيمها ، إنما هي مما يتوصل بها إلى العلم الحصولي وكسب الصورة الجازمة أي ، تقع هذه الفعلية في طريق كسب الصورة الجازمة ، والصورة وذوها ومحلها كلها معلومة بالعلم والعيان الحقيقي . وبديهي أن مرتبة العلم الحقيقي بالصورة والنفس التي محلها مرتبة الإحاطة والعيان . فلا يعقل أن يكون النفس والصورة والفعلية في مرتبة العلم بها .
والعقل شعور مجرد خارجي وحجة على عدة من الحلال والحرام الذاتي وما يحسن وما يقبح في الواقع . يستفيد منه الفقيه في معرفة بعض الأحكام مثل حرمة الغصب وأمثاله . والعالم الأخلاقي يستفيد في معرفة آفات النفس وفجورها وتقواها وكذلك في مقام تعليم الناس وتهذيب أخلاقهم . لأن الله سبحانه علمهم وألهمهم فجور النفس وتقواها وألهمهم أن الفلاح والنجاح لمن زكاها والخيبة والخسران على من دساها . وأما الشيطنة والنكراء - أي : تنظيم الحيل وأسباب الغلبة على الناس - فليس إلا العلم بهذه الأسباب والحيل وتنظيمها . غاية الأمر أنه بعد العلم بها لا يجوز ارتكابها . وتسمية ذلك بالشيطنة والنكراء ، إنما هي بمناسبة أن المورد ليس مما يقع في طريق طاعة الرب سبحانه ، بل هذه مغالطات وتسويلات وخديعة من تخليط الحق بالباطل وإبرازه في كسوة الحق ، وليس هذا من باب إعمال العقل في شئ .



[1] التعريفات / 65 .

37

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست