responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 318


ولا تفكر . ولا كيف لذلك ، كما أنه لا كيف له . [1] بيان : هذه الروايات الشريفة ناصة على أن المشية والإرادة والقدر والقضاء فعل لله سبحانه وأنها غير ذاته وغير علمه تعالى . فلا يجوز أن يقال : إنه تعالى لم يزل مريدا شائيا كما يقال : إن الله تعالى لم يزل حيا عالما قادرا .
والفرق بين هذه الروايات وبين ما تقدمت من الروايات الدالة على أن المشيئة هو ابتداء الفعل ، والإرادة هو الثبوت عليه ، والقدر هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء ، هو أن الروايات المتقدمة مسوقة لبيان حقيقة كل واحد من المشية والإرادة والقدر والقضاء ، وهذه الروايات مسوقة لبيان تنزيه الذات المقدسة عن كونها مشية وإرادة وقدرا وقضاءا . وبعبارة أخرى لبيان المباينة والمغايرة بين حقيقة العلم والقدرة فيه تعالى وبين مشيته وإرادته وقدره وقضائه . فليس تمجيده تعالى بأنه مريد مثل تمجيده تعالى بكونه عالما أو قادرا . وكذلك ليس تمجيده تعالى بكونه مريدا ، عن تمجيده بأنه عالم بالنظام الأتقن إلى ما لا نهاية لها من النظامات الحسنى وغير الحسنى .
وهاتان الطائفتان ، وإن كان كل واحدة منهما مسوقة لبيان شأن خاص ، إلا أن كل واحدة من الطائفتين تؤيد الأخرى وتصدقها وتشهد على صحتها و تشتركان معا في دلالتهما على أن المشية والإرادة فعل لله سبحانه وغير ذاته وعلمه جل ثناؤه .
ولا يخفى أن ما ذكر في هذه الروايات في بيان حقيقة المشية والإرادة والقدر والقضاء - كما أشرنا إليه سابقا - إنما هو راجع إلى مراتب تعينات الفعل وأن كلها حقائق قرآنية وردت في مورد كل واحد منها آيات محكمة صريحة . والفعل المشاء المراد المقدر المقضي بإذن وأجل وكتاب منزه ومقدس عن جميع الكيفيات الطارئة



[1] المصدر السابق / 109 .

318

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست