responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 290


تمجيده تعالى بأنه سبحانه واجد ومالك لخزائن الغيب ، ثم تمجيده تعالى بأنه لا يعلمها إلا هو . وهذا المعنى بعيد عن سياق الآية . إذ الواضح أن الغرض المسوقة له الآية ابتداء ومستقيما من أولها إلى آخرها ، تمجيده تعالى بكونه عالما بالغيب فقط ، لا كونه تعالى مالكا فعالما . وإنما المناسب لبيان المالكية قوله تعالى :
وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم . [1] فقد تحصل أن معنى الآية الكريمة ، هو تمجيده تعالى بسعة العلم وإحاطته على الغيوب وغيرها .
قوله تعالى : ويعلم ما في البر والبحر .
أقول : فيه تصريح بعموم علمه تعالى وسعته وإحاطته بما في عالم الشهادة ، أعيانها وحوادثها ، كبيرها وصغيرها ، كثيرها وقليلها .
قوله تعالى : وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين .
بيان : لا ريب أن الورقة وما بعدها من المعطوفات من جملة معلوماته تعالى بحسب شمول قوله : ويعلم ما في البر والبحر . وفي تغيير سياق الكلام وأسلوبه دلالة على أن الورقة وما بعدها في عين كونها معلومة لله سبحانه ، مكتوبة في صحيفة مطهرة تبين ولا تبان . ومما ذكرنا يعلم أن المراد من الكتاب المبين في المقام ليس هو علمه تعالى ، كما ذكره بعض المفسرين . وإطلاق الكتاب على عدة مهمة من المعلومات في شأن خاص إطلاق شائع . وكذلك أيضا إطلاقه على عدة قليلة منها بل واحدة . قال تعالى :
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة * رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة . [2]



[1] الحجر ( 15 ) / 21 .
[2] البينة ( 98 ) / 1 - 3 .

290

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست