responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 223


لعدم تناهي الموصوف من حيث نفسه وجميع شؤونه وكمالاته ، فيستحيل بالضرورة العلم به حضورا أو حصولا ، لامتناعه وتأبيه عن المعلومية ، وهذا القدس والامتناع من أجل نعوته تعالى وكمالاته ، وكل نعوته جليلة . فليس امتناع العلم به من حيث كونه منغمرا في المجهولية والمظلمية ، بل العقول الثاقبة والألباب الراسخة هالكة ومضمحلة في قبال الحق المبين الذي ملأ الدهر قدسه ويغشي الأبد نوره . [1] فمن رام التفكر في ساحته ، رجع عقله تائها ولبه حيرانا ، فلا يمكن أن ينال من قدسه ومجده شيئا قليلا ولا كثيرا بالعلم الحضوري أو الحصولي . ودركه بالمفاهيم العامة ونيله بالعناوين الكلية الذي سموه معرفة وتصورا بالوجه ، عين التوصيف المنهي عنه ومن أظهر مصاديقه . إذ هو متوقف على القول بأن الألفاظ موضوعة في مقابل المفاهيم المعقولة ومتوقف أيضا على ثبوت الاشتراك المعنوي وانطباق المفهوم عليه تعالى وعلى غيره في إطلاق واحد ، وكلا الدعويين أمران وهميان وخلاف ما هو التحقيق ، لقيام ضرورة مذهب أهل البيت عليهم السلام بالبينونة الصفتية بين الخالق والمخلوق وامتناع انطباق المفهوم المحدود على حقيقة غير متناهية من حيث النورية والظاهرية . وقد أسلفنا الكلام في ذلك مستوفى فيما تقدم . [2] وضروري عند أولي الألباب أن تقديسه تعالى عن التوصيفات والتعريفات ، لا يلازم نفي صفاته ونعوته التي هي كمال حقيقي لا بد من إثباته في حقه تعالى ، سواء كانت من نعوته الذاتية مثل العلم والقدرة والحياة ، أو ما يدل عليه جلاله وكبريائه أو أفعاله الحكيمة وسننه القيمة الفاضلة ، مثل الربوبية والرحمانية والرحيمية وغيرها . فإن الصفة المنفية هي المعنى المصدري . يقال : وصف ، يصف ، صفة ، مثل وعد ، يعد ، عدة . وجمعها صفات مثل عدات . وأما صفاته تعالى ، فهي أمور عينية واقعية . فالكلام في توصيف تلك النعوت والصفات عين الكلام في توصيف الذات أيضا .



[1] من خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله في الغدير . ( الإحتجاج 1 / 71 ) .
[2] الفصل الأول ، الأمر 11 .

223

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست