responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 113


للعباد فيهما من صنع . ولهم فيهما الاختيار من الاكتساب . فبشهوتهم الإيمان اختاروا المعرفة ، فكانوا بذلك مؤمنين عارفين . وبشهوتهم الكفر اختاروا الجحود ، فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضلالا . وذلك بتوفيق الله لهم وخذلان من خذله الله . فبالاختيار والاكتساب عاقبهم الله وأثابهم . [1] بيان : تعريفه تعالى نفسه لعباده ، فضل ابتدائي من الله سبحانه ، وهم يستطيعون التسليم والانقياد في مقابل ما عرفوا من الحق المبين أو إنكاره فيصيرون كافرين . وكذلك الجحود ، يستطيع العباد إدامة الجحود أو التوبة عنه وعن سيئاتهم التي انجر الأمر بها إلى الجحود . غاية الأمر الفرق بين المعرفة والجحود أن المعرفة فضل ابتدائي والجحود مجازاة وعقاب على ما ارتكبوا من السيئات والمنكرات .
وعلى ذلك شواهد كثيرة في الكتاب والسنة . قال تعالى :
ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون . [2] روى العياشي عن محمد بن حكيم [ الحكم - خ ل ] قال :
كتبت رقعة إلى أبي عبد الله عليه السلام فيها : أتستطيع النفس المعرفة ؟ قال : فقال : لا . فقلت : يقول الله : الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا ؟ قال : هو كقوله : وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون .
قلت : يعاتبهم ؟ قال : لم يعتبهم بما صنعت قلوبهم ، ولكن يعاتبهم بما صنعوا . ولو لم يتكلفوا ، لم يكن عليهم شئ . [3]



[1] التوحيد / 226 .
[2] الروم ( 30 ) 10 .
[3] تفسير العياشي 2 / 351 .

113

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست