responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 200


فرح يفرح - بمعنى تحير وفزع . وعلى هذا فالإله بالمعنى الأول مصدر بمعنى المعبود - مثل كتاب بمعنى المكتوب وعلى الثاني مصدر بمعنى المألوه فيه .
فالإله اسم من أسمائه تعالى لو حظ فيه عناية التحير . فإنه تعالى في عين ظهوره الذاتي في شدة غير متناهية ، باطن بالحقيقة ، فيتحير فيه العقول والألباب ، فلا تنال ولا تدرك منه شيئا لا قليلا ولا كثيرا .
فالإله من أسمائه تعالى الحسنى موضوع بالوضع الشخصي له تعالى ، مثل غيره من أسمائه الحسنى ، على سبيل الاشتراك اللفظي . فعليه لا يعقل أن يكون " إلا " في هذه الآيات الشريفة بمعنى الاستثناء بل هو بمعنى الغير ، وصف ونعت لما تقدم .
ضرورة أن الاستثناء من الأمر الشخصي ليس بمعقول .
ولا يخفى أن الآيات الكريمة مسوقة للتذكر إلى توحده تعالى بالألوهية فقط ، لا في مقام إثبات الصانع وإثبات وحدانيته معا . فلا يستشكل على ذلك أن ثبوت شئ لشئ فرع ثبوت المثبت له . لأن الموضوع في هذه الآيات - وهو الله سبحانه - قد تعرف بالأدلة القطعية قبل مرتبة المحمول الذي هو التوحيد .
قال تعالى :
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم . [1] قوله تعالى : إلهكم مبتدأ . وإضافة إله إلى ضمير المخاطب ، ليس لإفادة التعريف أو التخصيص ، بل مثل إضافة إله ورب وأمثالهما إلى ياء المتكلم ، مثل قول الموحدين : إلهي وربي وسيدي . فإن غرض المتكلم في إضافة هذه الأسماء إلى نفسه ، ليس لتعريف الإله والرب ولا لتخصيصهما لنفسه دون من سواه ، بل المراد الإقرار والتسليم والخضوع لإلهيته تعالى وربوبيته . وكذا إلا أضيف إلى غير ياء المتكلم نحو إله العالمين . فإنه لغرض التمجيد والتكريم لله سبحانه . وأما إضافة إله إلى ضمير



[1] البقرة ( 2 ) / 163 .

200

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست