نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 388
من استصحابه ، خوفا من إذاعته ، إما لضعف رأى أو دين . ومنها : للأنس به . ومنها : إسلامه ظاهره له وظنه به الخير . وليس في شئ من ذلك ما يعصم مما تقوله الشيعة فيه . وأما كونه ثانيا ، فمخبر عن عد ، ولا فضيلة فيه ، والغرض به تنبيه المخاذلين في نصرته عليه السلام ، على أنه تعالى متولي ذلك منه في هذه الحال وغيرها ، كما تولى ذلك في حال كونه فريدا قرين واحد . وأما كونه معه في الغار ، فلا يدل على فضيلة ، لاشتمال المكان على الفاضل والمفضول ومن لا فضل له ، وإنما يعلم فضله بغير الكون . وتسميته بالصحبة لا يفيد إلا مجرد المصاحبة في السفر وظاهر الانقياد ، وكل منهما لا يدل على الفضل منفردا . والتسكين والتشجيع يتوجه إلى الولي والعدو ، ولا سيما في مثل تلك الحال . وإخباره عليه السلام إن الله معهم بمعنى النصرة المقصود بها النبي صلى الله عليه وآله ، ولو كان متوجها إليهما لم يقتض فضلا ، لأن المقصود من نصرة النبي عليه السلام والمنع منه يقتضي منع الكائن معه في الغار وإن كان كافرا ، لأنهم لو وصلوا إليه بسوء لوصلوا إلى النبي صلى الله عليه وآله ، لحصولهما في مكان واحد . ونزول السكينة عليه لو سلم لم يدل على فضيلة ، لاقتضائها الطمأنينية وزوال الخوف المخوف منه الضرر على النبي صلى الله عليه وآله ، لأن ظهور الهلع ممن هو معه في تلك الحال ربما تعدى إلى معرفة الكفار بمكانهم ، فلذلك [1] سكنه . وأما دلالة الآية على نقيصة أبي بكر فن وجهين : أحدهما : قوله تعالى ( لا تخزن ) ، لا يخلو أن يكون ناهيا أو مشجعا ، فإن كان ناهيا فالنهي يدل على كراهية المنهي ، والنبي صلى الله عليه وإله لا يكره إلا قبيحا ، وإن