نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 240
وهذا نص جلي منه عليه السلام على ضلال المتقدمين عليه . وقوله عليه السلام في خطبة الشقشقية : والله لغد تقمصها ابن أبي قحافة ، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر منه السيل ولا يرقى إليه الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، فرأيت أن الصبر على هاتيك أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا [1] . فعدل عليه السلام عن تسمية المتقدم عليه وتكنيته وتلقيبه [2] بما تدعى له من الألقاب الحسنة إلى أقبح الألقاب ، وذلك غاية في الاستخفاف به ، وصرح بأنه تولى الأمر دونه مع علمه بكونه منه كالقطب من الرحى الذي لا يتم صلاحها من دونه ، مع كونه في الذروة منه التي ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير لعلوها ، وأنه ظل مرتئيا في الصولة بالظالم مع عدم الناصر المعبر عنه بقصر اليد ، أو يصبر على العظيمة ، وأنه رجح الصبر من حيث كانت الصولة بغير ناصر لا ترفع ظلما وتؤثر هلاك الصايل ، ثم وصف حاله صابرا في عينه القذى وفي حلقه الشجا ، وذلك مؤكد لما قلناه . ومر في كلامه مصرحا بالتظلم من الثاني والثالث ، ووصف خلافتيهما بالضلال كالأول . وقال : فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة وقسطت شرذمة ومرق آخرون ، كأنهم لم يسمعوا الله تعالى يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) [3] ، بلى والله لقد سمعوها ولكن حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ولزوم الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على ولاة الأمر أن لا يقاروا [4] على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفوا دنياهم أهون
[1] نهج البلاغة 1 : 30 - 37 . [2] في النسخة : " ويلقبه " . [3] القصص 28 : 83 . [4] في النسخة : " أن لا تفارقوا " ، والمثبت من المصدر .
240
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 240