الروايات في القضيّة من الكثرة والقوّة حدّاً لا يجد مثل هذا الرجل بدّاً من أن يعترف بالواقع والحقيقة . لكنّه لما رأى أنّ هذا الإقرار يستلزم الالتزام بنتيجة الآية المباركة والروايات الواردة فيها وهذا ما لا تطيقه نفسه ! ! عاد فزعم أمراً لا يرتضيه عاقل فضلا عن فاضل ! أمّا الإدّعاء ، فقال : « مصادر هذه الروايات الشيعة . . . وقد اجتهدوا في ترويجها . . » . لكنّه يعلم - كغيره - بكذب هذه الدعوى ، فمصادر هذه الروايات القطعية - وقد عرفت بعضها - ليست شيعيّة . ولما كانت دلالتها واضحة « والمقصد منها معروف » ، عمد إلى المناقشة بحسب اللغة ، وزعم أنّ العربي لا يتكلّم هكذا . وما قاله محض استبعاد ولا وجه له إلاّ العناد ! لأنّا لا نحتمل أن يكون هذا الرجل جاهلاً بأنّ لفظ « النساء » يطلق على غير الأزواج كما في القرآن الكريم وغيره ، أو يكون جاهلاً بأن أحداً لم يدّع استعمال اللفظ المذكور في خصوص « فاطمة » وأنّ أحداً لم يدّع استعمال ( أنفسنا ) في « عليّ » عليه السلام . إنّ هذا الرجل يعلم بأنّ الروايات صحيحة وواردة من طرق القوم أنفسهم ، والاستدلال قائم على أساسها ، إذ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل عليّاً فقط المصداق ل ( أنفسنا ) وفاطمة فقط المصداق ل ( نساءنا ) وقد كان له أقرباء كثيرون وأصحاب لا يحصون . . . كما كان له أزواج عدّة ، والنساء في عشيرته وقومه كثرة . فلا بدّ أن يكون ذلك مقتضياً لتفضيل عليّ عليه السلام على غيره من أفراد الأمّة ، وهذا هو المقصود .