( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) إلى آخر الأربع آيات فإنّها نزلت بالمدينة » [1] . وقال الشوكاني : « وروي عن ابن عبّاس وقتادة أنّها مكّيّة إلاّ أربع آيات منها أنزلت بالمدينة ( قل لا أسئلكم . . . ) [2] . وقال الآلوسي : « وفي البحر : هي مكّيّة إلاّ أربع آيات من قوله تعالى : ( قل لا أسئلكم عليه أجراً ) إلى آخر اربع آيات . وقال مقاتل : فيها مدني ، قوله تعالى : ( ذلك الذي يبشّر الله عباده . . . ) واستثنى بعضهم قوله تعالى : ( أم يقولون افترى ) . . . وجوّز أن يكون الإطلاق باعتبار الأغلب » [3] . وبهذا القدر كفاية . ووجود آيات مدنيّة في سورة مكّيّة أو بالعكس كثير ، ولا كلام لأحد في ذلك . وأمّا على الثاني : فالآية دالّة على وجوب مودّة « القربى » أي : أقرباء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والخطاب للمسلمين لا لغيرهم . أمّا أنّها دالّة على وجوب مودّة « قربى » النبيّ ، فلتبادر هذا المعنى منه ، وقد أذعن بهذا التبادر غير واحد من الأئمّة ، نذكر منهم : الكرماني ، صاحب « الكواكب الدراري في شرح البخاري » [4] .
[1] البحر المحيط 9 : 322 . [2] فتح القدير 4 : 524 . [3] روح المعاني 25 : 10 . [4] صحيح البخاري بشرح الكرماني 18 : 80 .