الفضيلة لا تختصّ بالأئمّة ، بل يشركهم فيها غيرهم . ثمّ إنّ مضمون هذا الحديث أنّ النبىّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم دعا لهم بأن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً . وغاية ذلك أن يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتّقين الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم ; واجتناب الرجس واجب على المؤمنين ، والطهارة مأمور بها كلّ مؤمن . . قال الله تعالى : ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتمّ نعمته عليكم ) [1] وقال : ( خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها ) [2] وقال تعالى : ( إنّ الله يحبّ التوابين ويحبّ المتطهّرين ) [3] . فغاية هذا أن يكون هذا دعاءً لهم بفعل المأمور وترك المحظور ، والصدّيق - رضي الله عنه - قد أخبر الله عنه بأنّه ( الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكّى وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلاّ ابتغاء وجه ربّه الأعلى ولسوف يرضى ) [4] . وأيضاً : فإنّ السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان ( رضيالله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) [5] لابدّ أن يكونوا قد فعلوا المأمور وتركوا المحظور ، فإنّ هذا الرضوان وهذا الجزاء إنّما ينال بذلك وحينئذ فيكون ذهاب الرجس
[1] سورة المائدة 5 : 6 . [2] سورة التوبة 9 : 103 . [3] سورة البقرة 2 : 222 . [4] سورة الليل 92 : 17 - 21 . [5] سورة التوبة 9 : 100 .