لا من الأزواج ولا من غيرهنّ مطلقاً . أمّا الأزواج ، فلأنّ الأحاديث نصّت على أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأذن بدخول واحدة منهنّ تحت الكساء . وأمّا غيرهنّ ، فلأنّ النبيّ إنّما أمر فاطمة بأن تجيء بزوجها وولديها فحسب ، فلو أراد أحداً غيرهم - حتّى من الأسرة النبويّة - لأمر بإحضاره . وثانياً : إن الآية المباركة نزلت في واقعة معيّنة وقضيّة خاصّة ، ولا علاقة لها بما قبلها وما بعدها . . . ولا ينافيه وضعها بين الآيات المتعلّقة بنساء النبيّ ، إذ ما أكثر الآيات المدنية بين الآيات المكّيّة وبالعكس ، ويشهد بذلك : 1 - مجي الضمير : « عنكم » و « يطهّركم » دون : عنكنّ ويطهّركنّ . 2 - إتّصال الآيات التي بعد آية التطهير بالتي قبلها ، بحيث لو رفعت آية التطهير لم يختلّ الكلام أصلاً . . . فليست هي عجزاً لآية ولا صدراً لأخرى . . . كما لا يخفى . ثمّ ما ألطف ما جاء في الحديث جواباً لقول أمّ سلمة : « ألست من أهل البيت ؟ » قال : « أنت من أزواج رسول الله » ! ! فإنّه يعطي التفصيل مفهوماً ومصداقاً بين العنوانين : عنوان « أهل البيت » وعنوان « الأزواج » أو « نساء النبيّ » . فتكون الآيات المبدوءة - في سورة الأحزاب - ب : ( يا نساء النبيّ ) [1] خاصّة ب « الأزواج » والآية ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) خاصّة