1 . الرقم 3735 ، سنن ابن ماجة ، دار الفكر ، كتاب الفتن ، ج 2 ، ص 1368 رقم 4076 ( ترقيم العالمية ) . 2 - أما الحديث " لا مهدي الا عيسى " فقد ردّه كبار علماء العامّة وصرّحوا بخلافه . فقد ورد في " عون المعبود في شرح سنن أبي داود " ( ج 11 ، ص 244 ) : والحديث ضعَّفه البيهقي والحاكم وفيه أَبان بن صالح وهو متروك . وذكر هذه العبارة في " تحفة الأَحُوذي في شرح سنن الترمذي " ( ج 6 ، ص 402 ) و " ابن حجر " في " فتح البارئ " ( ج 6 ، ص 358 ) : قال أبو الحسن الخَسَعي الأَبْدي في مناقب الشافعي : تواترت الأخبار بانّ المهدي من هذه الأمّة وأنّ عيسى يصلّي خلفه ; ذكر ذلك رداً للحديث الذي أخرجه ابن ماجة عن أنس وفيه : " ولا مهدي الا عيسى " وكذلك الحديث " اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي " الذي ورد في " صحيح أبي داود " . فانّ جميع طرقه تنتهي إلى " عاصم بن بَهْدَلَة " الذي حاول البعض توثيقه ، غير انّ جماعة من علماء الرجال قالوا بكثرة خطأه ، اضطرابه في نقل الحديث ، عدم وثاقته ، عدم كونه حافظا ، سوء حفظه ، عدم معرفته بالحديث واشتهاره بالخلط ( انظر تهذيب التهذيب ) ولذلك قال الهيثمي صراحة في " مجمع الزوائد " ( ج 6 ، ص 327 ) : ضعّفه جماعة . وكذلك ما رواه أبو داود في سننه ( دار احياء السنة النبوية ، ج 4 ، ص 108 ، ش 4290 ) في " كتاب المهدي " انّ علياً ( عليه السلام ) نظر إلى الحسن وقال ما مضمونه " المهدي في صلبه " ، وبغضّ النظر عن سند الرّواية فانّه قد حصل تحريف حيث الأصل " الحسين " . بدليل روايتها من السيد بن طاوس في الطرائف ( نشر الخيام ، ص 177 ) و " ابن البِطريق " في " العمدة " ( نشر مؤسسة النشر الاسلامي ص 434 ) عن كتاب " الجمع بين الصحاح الستة " تاليف " رزين العَبْدَري " عن أبي إسحاق - راوي الحديث - : " قال علي ( عليه السلام ) ونظر إلى ابنه الحسين . . . يخرج من صلبه رجل . . . " وهناك عدّة روايات صرّحت بانّ المهدي ( عليه السلام ) من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، ومنها ما رواه " القندوزي الحنفي " في ينابيع المودة ( ج 3 ، ص 394 ) عن الدار قُطني في كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي سعيد الخُدْري : أَنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة وأنا جالس عنده ، ولما رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة . . . وهو أن ضرب على منكب الحسين وقال : من هذا مهدي هذه الأمّة سلام الله عليهم . أضف إلى ذلك انّ الرّواية مخدوشة من حيث السند لانّه : أولاً : قال أبو داود " حُدّثت عن هارون بن المغيرة " ولا يعلم هنا من هو الذي نقل الحديث عن " هارون بن المغيرة " إلى " أبي داود " ، وعليه فالحديث معلّق . ثانياً : قال " السلماني " بشأن " هارون بن المغيرة بن الحكيم " : فيه نظر ، وقال " ابن حِبّان " : " ربما أَخطأ " ( راجع تهذيب التهذيب ، دار صادر ، طبعة حيدر آباد ، ج 11 ، ص 12 ) . ثالثاً : ورد في سند الرّواية اسم " عمر وبن قيس " بعد " هارون بن المغيرة " الذي قال فيه " أبو عبيد الآجُري " عن " أبي داود " : في حديثه خطأ ( تهذيب الكمال ، الرّسالة ، ج 22 ، ص 205 ، ش 4437 ) وصرّح الذهبي في " ميزان الاعتدال " قائلاً : له أَوهام ( دار المعرفة ، ج 3 ، ص 285 ، ش 6669 ) وقال السليماني : فيه نظر ( تهذيب التهذيب ، دار الفكر ، ج 11 وص 12 ) ونخلص من هذا إلى شذوذ ما أورده " عظيم آبادي " في عون المعبود في شرح سنن أبي داود بعنوان الجمع بين الأدلّة ، وذلك لانّه : أولاً : إنّما يكون الجمع إذا ثبتت دليلية جميع الأدلّة . والحال تبيّن بعد دراسة الحديث الذي أورده " أبو إسحاق " في " صحيح أبي داود " والنسخ الفعلية ، انّه مخدوش من عدّة جهات وليس هناك أيّ دليل آخر يشير لذلك المعنى ثانياً : لقد صرّحت أغلب الرّوايات بأنّ المهدي ( عليه السلام ) من صلب الامام الحسين بل صرّحت على انّه التاسع من ولده ، وهذا لا ينسجم مع وجه الجمع الذي أورده في عون المعبود . ويحتمل انّ الروايتين لأبي داود ، أي رواية " يواطئ اسم أبيه اسم أبي " والذي يظهر منها انّ اسم أبي المهدي هو عبد الله والرّواية الأخرى " المهدي من ولد الامام الحسن ( عليه السلام ) " إنّما وضعهما بعض اتباع " محمد بن عبد الله بن الحسن " المعروف ب " النفس الزكية " الذي بايعه عدّة من الناس حتى " المنصور الدوانيقي " قبل استقرار خلافة بنى العباس ولقّبوه بالمهدي ، وان صرّح المحدث القمي في منتهى الآمال ، أن " ابا الفرج " و " السيد بن طاوس " نقلا عدّة أخبار تفيد انكار عبد الله المحض - والد محمد النفس الزكية - و عائلته ان يكون محمد النفس الزكية هو المهدي الموعود ، وكانوا يصرّحون بأن : المهدى الموعود غيره ( راجع : منتهى الآمال ، ذكر مقتل محمد بن عبد الله ) وكذا الرّواية الموضوعة " لا مهدي الا عيسى " لعلّها ردُّ فعل مخالفيهم وأمثال هذه تكشف عن عمق التحريف الناشئ من عدم الورع والتقوى الذي أدّى إلى وقوع الفتن والمصائب .
78
نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 78