نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 52
الْخَطّابِ رَضى اللهُ عَنْهُ وَأَبى فِي أُناس فَأَثْبَتُوا لِيَ الْحَديثَ كَما سَمِعْتُ ; ( 1 ) فكما صرّحت هذه الرّواية أيضاً ، انّ الأئمّة الاثنا عشر هم واقعاً الخلفاء بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وان لم تكن السلطة والاخذ بزمام الأمور بأيديهم ظاهراً . * ينابيع المودة ، ج 2 ص 315 عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْر عَنْ جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ ، قالَ : كُنْتُ مَعَ أَبى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : بَعْدِي اثْنا عَشَرَ خَليفَةً ، ثُمَّ أَخْفي صَوْتَهُ ، فَقُلْتُ لِأَبي : مَا الَّذي ( قالَ في ) أَخْفي صَوْتَهُ ؟ قالَ : قالَ : كُلُّهُمْ مِنْ بَنى هاشِم . وَعَنْ سَمّاكِ ابْنِ حَرْب مِثْلُهُ ; فهذه الأحاديث هي فيض من الرّوايات المسطورة في كتب أهل العامّة والتي دلّت على انّ الأئمّة الاثني عشر ، وكلّهم من قريش . ( 2 )
1 . الطبعة الثانية ، مكتبة ابن تيمية 2 . اما ما روي أن " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمّ تكون بعد ذلك ملك " ففيها كلام ونقاش وذلك لأنه : أولاً : انّها تتعارض مع سائر الرّوايات التي صرحت أهل العامّة بصحتها . ثانياً : لقد ورد اسم " سعيد بن جمهان " في جميع طرق هذه الرّواية كما صرّح الترمذي بأنه : " لا نعرفه الاّ من حديث سعيد بن جمهان " . وقد قال أبو حاتم بشأنه : " يُكتب حديثه ولا يحتج به " وقال ابن معين : " روى عن سفينة أحاديث لا يرويها غيره " . وقال البخاري : " في حديثه عجائب " انظر : تهذيب التهذيب . وقال ابن حزم في المحلّى : " سعيد بن جمهان غير مشهور بالعدالة بل مذكور أن لا يقوّم حديثه " انظر : ج 5 ، ص 185 . كما انّ الرّواية التي انفرد بنقلها " أبو داود " عن " إسماعيل بن أبي خالد " عن أبيه ( أبو خالد ) عن " جابر " : " لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة " ظاهرٌ انّ عبارة " تجتمع عليه الأمة " زيادة من الراوي ، وهذا ظاهر أيضاً في الرّواية التي أوردها الطبراني في المعجم الكبير ( ج 2 ، ص 208 ) . لان الطبراني نقل هذه الرّواية بطريقين عن " إبراهيم بن حميد " عن " إسماعيل بن أبي خالد " عن أبيه عن " جابر بن سمرة " : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال هذا الدين قائماً حتى يقوم اثنا عشر خليفة " . قال إسماعيل : " أظن ظناً انّ أبي قال : كلّهم تجتمع عليه الأمّة " فانّه نلاحظ انّ " إسماعيل " قال : " أظنّ ظنّاً " والحال قال تعالى في كتابه ( وانّ الظن لا يغني من الحق شيئاً ) . وقد تخلل هذا الظن الفاسد رواية " مروان بن معاوية " والذي طعنه " ابن معين " ( راجع : تهذيب التهذيب ، طبعة حيدر آباد ، ج 10 ، ص 98 ) . ويبدو انّ التدليس في سند الرّواية قد سرى لمتنها أيضاً . أضف إلى ذلك فان " إسماعيل بن أبي خالد " رجل أمي وله أخطاء فاحشة ، أما أبوه ( أبو خالد ) ، الذي ورد اسمه في سند الرّواية فهو مجهول عند علماء الرجال أيضا ( تهذيب التهذيب ) . وبغضّ النظر عما مضى وعلى فرض صدور مثل هذه الرّواية ، فلا بدّ ان يكون المراد بالعبارة " تجتمع عليه الأمة " حسب القرائن الروائية الأخرى وجوب اجتماع الأمة عليهم ومن وظيفة الأمّة ذلك ، أو كما قال القندوزي الحنفي : بعد ظهور أخيرهم وهو الامام المهدي ( عليه السلام ) تجتمع الأمّة عليهم . على كل حال ، ليس المراد مبايعتهم من جميع الأمة ، وهذا كما نفهمه مما ورد في الرّواية " لا يضرّهم من خذلهم " ، إضافة لعدم اجتماع الأمة بأجمعها على امامة الامام على والحسن ( عليهما السلام ) التي نص عليها أقطاب علماء العامّة إلى جانب تواتر الرّوايات انهما من الأئمة الاثني عشر .
52
نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 52