responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي    جلد : 1  صفحه : 44


وبغضّ النظر عن سائر الرّوايات التي بيّنت مسألة الخلافة والإمامة فانّ هذه الطائفة من الأحاديث تدلّ بمفردها على بطلان كافّة المذاهب غير مذهب الشيعة الاثني عشرية ; بل أبعد من ذلك فهي دلالة صريحة على صحّة وأحقيّة مذهب الشيعة الاثني عشرية ; وذلك لانّ أحداً من تلك المذاهب الاسلامية لا يعتقد بحصر الإمامة في اثنى عشر فرداً سوى مذهب الشيعة . سيّما بالالتفات للروايات التي صرّحت بأنّ لكلّ زمان إماماً ، لعدم اعتقاد أيّة جماعة وفرقة باثني عشر إماماً على طول الدهور والأزمان بحيث لم يخل أي زمان من امام من أولئك الأئمّة الاثني عشر . ولذلك تفتخر الشيعة الاثني عشرية من بين سائر الفرق الاسلامية بالاعتقاد بهؤلاء الأئمّة الاثني عشر وأنّ أوّلهم علىّ ( عليه السلام ) وآخرهم القائم بالحقّ المهدي صاحب الزمان ( عليه السلام ) وهو حي مغيب .
وعليه فالروايات القطعيّة والمتواترة " الأئمّة اثنا عشر " سيّما إذا ضمّت إليها الرّوايات الدالة على استمرار الإمامة على مدى الزمان ، لدلالة كافية وافية على بطلان جميع المذاهب غير مذهب الشيعة الاثني عشرية ، إلى جانب دلالتها على أحقيّة المذهب ; وذلك لانّ الفرض القائم هو انّ الباحث الّذي يحقّق في هذه المسألة يمكنه ان يقف على الإمامة الحق ; حيث انّ الرّوايات اشترطت وصرّحت توقّف الموت على الايمان والاسلام بمعرفة امام الزمان . وممّا لا شكّ فيه جدّاً انّه يمكن مفارقة الدنيا والموت على الايمان بالاسلام . ( 1 )


1 . فقد قال سبحانه : ( ولا تموتن الاّ وأنتم مسلمون ) ، سورة آل عمران : الآية 102 ومن المسلم به انّ الله تعالى لا يكلّف ويأمر بما لا يطاق ، ولا يصدر منه ما يتعذّر امتثاله لانّه لغو ، والله منزّه عن اللغو والعبث . إلى جانب ذلك فهناك عدّة روايات صرّحت بوجود فرقة اسلامية حقة مهتدية من قبيل " ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين - أو ثنتين وسبعين فرقة - كلها في النار الاّ واحدة " . وعليه فان جميع الفرق باطلة على ضوء الرّوايات المتواترة سوى فرقة واحدة ناجية وهى تلك القائلة بامامة الاثني عشر إماماً . أما ما ورد في ذيل بعض الرّوايات من انّ الفرقة الناجية هي الجماعة ، فبغضّ النظر عن أسانيدها فإنها تتعارض وسائر الرّوايات والنصوص القرآنية الشريفة . أضف إلى ذلك فان الجماعة لا يمكنها أن تكون معياراً للحق ، فقد تتكافئ فرقتان في كونهما جماعة . مثل ان تكون جماعة الأحناف والمالكية أو اتباع الجبر واتباع التفويض متكافئتان ولا يمكن صدق الجماعة على أية واحدة منها . فكيف التوصّل إلى الحق في هذه الحالة ؟ ومن على الحق ؟ اذاً فالمراد بالجماعة على فرض صدور ذلك الذيل ، لا بّد ان تكون جماعة الحق التي يجب على الأمّة الاجتماع عليها . وقد روى الشيخ الصدوق في " من لا يحضره الفقيه " ج 1 ص 376 ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " المؤمِنُ وَحدَهُ حُجَّةٌ ، المؤمِنُ وَحدَهُ جَماعَةٌ " وقد قال سبحانه في كتابه : ( ان إبراهيم كان أمة قانتا لله ) ، وقد صرح القرطبي في تفسيره بعدان ذهب إلى انّ الأمة الواردة في الآية 128 من سورة البقرة تعني الجماعة قائلاً : انّ الأمة التي هي الجماعة يمكن ان تكون فرداً يقتدى به في الخير ، ومن ذلك قوله سبحانه ( ان إبراهيم كان أمة قانتا لله ) ( انظر تفسير القرطبي ، الطبعة الثانية ، دار الشعب 1372 ، ج 2 ص 127 ) . وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشأن زيد بن عمرو بن نفيل : " يبعث أمة وحدَهُ " ( مستدرك الحاكم ، ج 4 ص 438 ) . وهناك روايات أخرى تهدي لامكان معرفة الفرقة الناجية .

44

نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست