نام کتاب : تدوين الحديث وتاريخ الفقه نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 18
العباسية وثبت دعائم حكمها ، وأخضع الخارجين عليها في كل أرجاء ( الإمبراطورية ) بالحديد والنار والنفي والتعذيب وملأ السجون ، وقد كشرت عن أنيابها ، وكشفت قناعها الحقيقي ، ولم تعد دولة دينية كما دعت إليها في بدء نهضتها في صراعها مع الحكم الأموي البغيض . وغصبت هذه الدولة حق أبناء علي ( عليه السلام ) والتي قامت باسمهم ، ورفعت شعارهم " الرضا من أهل البيت " ، وكان أحق بها منهم الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وكان الإمام ( عليه السلام ) عازفا عنها لمعرفته بحقيقة أمر بني العباس وزيف دعواهم ، وعزوفه ورفضه فكرة التعاون الإيجابي بصراحة مع القوى المعارضة للحكم الأموي ، والاكتفاء بالوقوف قريبا من الأحداث ، والتطلع بحذر إلى ما يجري في الساحة وما ستتكشف عنه الوقائع بين الطرفين المتنازعين ، لا يعني هذا عدم استجابة الإمام لنداء الأمة الصامت بالتخلص من مأسي الحكم الأموي البغيض وتجاوزاته التي أغفلت دور الرسالة في صنع الحياة الكريمة المعطاء للإنسان المسلم . ولم تكن دوافع الإمام في اعتزاله وعزوفه عن
18
نام کتاب : تدوين الحديث وتاريخ الفقه نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 18