من يتعاطف مع شهداء حادثه كربلاء لأنّ الأغلبية العظمى تعطيها تأويلات صاغتها أيدي وعاظ السلاطين لتصل جاهزة إلى عقول الآخرين وكثير من الناس لا زالت تجهل مكانة آل البيت النبوي في الإسلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين ، حتى وصل الأمر ببعضهم لاتهامه بالطامع في الخلافة ( 1 ) علماً أن الإمام علي ( عليه السلام ) كان الوجه الأول للمواجهة ضد أعداء الإسلام والحامل للواء العلم والمعرفة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وكل هذا لأنه رأى أنه هو المؤهل شرعاً وعقلاً لتسيير أمور المسلمين ، وهذا الأمر هو الذي حيّر المؤرخين في كيفية صياغة أحداث التاريخ بحيث تنسجم وطبيعة تصورهم ، لكن كما أسلفنا سابقاً لم يحالفهم الحظ في ذلك فكانت كل استدلالتهم ناقصة ، ومثال ابن كثير واضح في هذا المجال والأمثلة على ذلك كثيرة . ابن كثير وأحداث السقيفة لا أحد يشك في أن أول اجتماع حدث بعيد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان في سقيفة بني ساعدة ، وكان المجتمعون هم جماعة من الأنصار وثلاثة من المهاجرين وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح إذ بلغ مسمعهم أن الأنصار مجتمعين في السقيفة بزعامة سعد بن عبادة فلما وصل الخبر إلى أبي بكر فزع فزعاً شديداً ، وقام معه عمر فخرجا