الحسين ( عليه السلام ) ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولكني خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) مفسداً . إن هذه الرسالة الخالدة لم تحرك في ابن تيمية ساكناً بل يرى أنه لم يكن في خروج الامام الحسين ( عليه السلام ) مصلحة لا في دين ولا في دنيا ، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ، وهذه رؤية مادية لا ترى البعد الاستراتيجي لثورة الامام الحسين . فخروجه أولا عن علم باستشهاده وكتب الحديث تشهد بذلك فقد مر علي ( عليه السلام ) بكربلاء في طريقه إلى صفين فنادى اصبراً أبا عبد الله بشط الفرات . قيل له وما ذاك ؟ فقال دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم وعيناه تفيضان ، فقلت ما أبكاك يا رسول الله ؟ فقال : « بلى ، قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال لي هل لك أن أشمك من تربته ؟ قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا » ( 1 ) لكن ابن تيمية لم يلتفت إلى هذا . والبعد الثاني والذي يرى فيه مفسدة للدين لا أظنه إلاّ العكس فلولا
1 - مسند أحمد : 1 / 85 ، البداية والنهاية : 8 / 201 .