يخصصوه ، ولكن عدم نقل الحديث عن ماذا ؟ أظنه عدم الخوض في أُسس الأمة الكبرى لأنها من اختصاص الكبار وقد قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ) ( 1 ) لكن العلماء حصروا الأولى وقيدوها وأطلقوا العنان للثانية . ولا يخامر أحد شكاً في كون التاريخ الإسلامي مليء بالإسرائيليات والتي لعب اليهود المتأسلمين دوراً كبيراً في روايتها ، بحيث من خلالها نزعت القدسية عن الثابت وانتقل إلى المتحول . والثابت عندنا هو كل شي مرتبط بالمقدس ( الله تعالى ، رسول الله ، القرآن . . . ) بحيث لا يجوز في أي حال من الأحوال إلحاقه بالأشياء التي تخضع لعملية النقد والبحث ، وربطها بالعالم المادي البشري . لكن التاريخ الإسلامي جعل منها شيئاً بسيطاً ، بحيث أصبح من السهل تناولها ولم يضعوا قانوناً يحرم أخذ الرواية من قائله ، فأصبح الله تعالى عبارة عن ذلك الهبل داخل الفكر الإسلامي الشيء الذي يؤثر حتماً على عقيدة المجتمع . وكما عرفنا سابقاً أن التاريخ يشمل كذلك المنتوج الثقافي والفكري ، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء ما أخرجه أصحاب الصحاح من قبيل كشفه تعالى عن ساقه ووضعها في جهنم . كما رووا أنه يضع رجلاً على رجل ويستلقي فإنها جلسة الربّ .
1 - صحيح البخاري كتاب الأنبياء باب 50 ، الترمذي كتاب العلم 13 ، صحيح مسلم كتاب الزهد 72 .