في القلوب ، فكذلك يجب أن يكون تحول الجماعة السياسية والهيئة الاجتماعية . حق أنّ الإيمان بإمكانه تحويل الدولة الحديثة إلى دولة متحضرة أمر ينطوي على بطولة ، فإن الدولة الحديثة تجد نفسها اليوم في حالة من الفقر المادي والروحي لم يسبق لها مثيل ، إنّها تتداعى تحت وطأة الديون وتمزقها المنازعات السياسية والاقتصادية ، وانتزعت منها كل سلطة معنوية ، وبكلّ ما تستطيع أن تحافظ على هيبتها في الأمور العلمية ، وعليها أن تكافح في سبيل وجودها وسط سلسلة متصلة من الاضطرابات المتجددة ، فمن أين لها القوة أن تتطور إلى دولة متحضرة وهي تواجه كل هذه الكوارث ؟ ) ( 1 ) . ويبقى هذا سؤالا جوهرياً تجب الإجابة عليه ، هل في غياب المخلص النهائي يمكن إخراج العالم من مأزقه الحالي وهو على مشارف حرب نووية ؟ ! .
1 - البرت شفيتسر : فلسفة الحضارة ص 416 ، ترجمة د . عبد الرحمن بدوي ، دار الأندلس 1997 .