يمت ، لكون اللطف الإلهي تدخل فقال : * ( يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) * فصارت برداً وسلاماً على إبراهيم ، فخالفت بذلك ما هو متعارف في الحياة . فمسألة طول العمر وبالشكل المطروح في حياة الإمام المهدي عجل الله فرجه يعد أمراً غير متعارف ، رغم أن الفكر الإسلامي لا يجد هذه الفكرة مخالفة للعقل ، سواءاً من جانب القرآن أو السنة النبوية : فالقرآن الكريم تحدث عن نوح ( عليه السلام ) ، فقال : * ( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَة إِلاّ خَمْسِينَ عاماً ) * ( 1 ) ، بالإضافة إلى ما عاشه من دون قومه ، أي : ما يفوق الألف سنة . كما أن القرآن الكريم أورد لنا قصة أهل الكهف ، وكيف أن الله حفظهم في الكهف ما يفوق ثلاثمائة سنة . كما أن المرويات تحكي عن طول عمر الخضر ( عليه السلام ) وبقائه إلى يومنا هذا . إذن نماذج طول العمر واردة في المصادر الإسلامية ، وهي من الأمور التي قد لا يستوعبها العقل بسهولة ، ولكن هي حقائق وقعت ولم تكن لأجل التسلية ، كما ذكرنا سابقاً ، ولكن هي حمل العقل الإسلامي على تقبلها وإخراجه من ذلك الحيز الضيق المرتبط بالحياة بحيث يفتح أفق تفكيره على مجال أوسع من قدرته العقلية .